كُنتُ من أكبر المتحمسين لحظةِ التعاقد مع بيتسو موسيماني  المدير الفنى الجنوب إفريقي مع النادى  الأهلى , ورأيت  هذا التعاقد يتخطى حدود الرياضة  ليعبر عن  قوة مصر الناعمة وريادة فكرية جديدة في عالم تطوير الكرة فى إفريقيا .

تلك حقيقة .... بيتسو موسيمانى أصبح أول مدير فنى إفريقى صاحب بشرة سمراء  يتولى تدريب أكبر أندية الشرق الأوسط , إذا إستثنينا تجربة لم يشعر بها أحد لإيمانويل ايمونيكى مع مصر المقاصه لمدة أسابيع فى الموسم قبل الماضي.
لكن تجربة موسيمانى مع أكبر اندية إفريقيا  والشرق الاوسط ومن أكثر أندية العالم تتويجا للبطولات لها معنى كبير, لأن تفكير الوطن العربى ينحصر  دائماً عند البحث عن مُدرب تتجة إلى الشمال  رُبَّما للتطور الاوروبى واللاتينى فى اللعبة , رُبَّما لعقدة الخواجة , لكنه هو الحال .

أمَّا وأن تبحث فى إتجاه أخر وفى توقيت صعب عن مدرب من الجنوب فإنه أمر يُحسب لرجل بقيمة  محمود الخطيب الذى آمَن بالفكرة وتحمس لها فى توقيت صعب قبل النجمة التاسعة للنادى فى دوري الأبطال التى أصبحت فيما بعد هى البطولة الأغلى لجماهير النادى الأهلى والتى عُرفت بإسم"القاضية مُمكن "  لدى جماهير الأهلى .

ليس هذا فقط فإن التعاقد مع مدرب صاحب بشرة سمراء لم تكن فكرة منطقية ولا مطروحة من الاساس لدى الأندية الكبيرة فى الدول العربية , لكنها الآن أصبحت  عادية ,بل إن بعض الأندية بدأت فى الحديث مع بيتسو موسيمانى نفسُه , وهو الذى أعلنته زوجته فى أكثر من مناسبة التى هى بالأحرى كثيرة التضريحات  والتسريبات إلى صُحف جنوب أفريقيا  بخصوص هذا الشأن , بل وطلبت عمولة تجديد العقد بصفتها وكيلته أو زوجته أو كلاهما , هذه العمولة التى تصل الى أكثر من نصف مليون دولار ومغالاتها فى طلبات بيتسو نفسة المادية لتصل الى 180 الف دولار فى الشهر ,  وتلك هى أولى  النقاط التى  أصبحت سبباً من وجهة نظرى فى عدم التجديد للرجل وأنه لم يعد رجل المرحلة للنادى الأهلى  والذى لم يتعود على ذالك مع كل المدربين اللذين تولوا تدريبهُ على مدار العصور  .

ثانى أهم الاسباب فى حديثنا عن الأسباب التى  أبنى عليها  مُعتقداتى وأفكاري  فى أنه لم يعُد رجل المرحلة القادمة للنادى الأهلى أن النادى الأهلى تغاضى عن النقطه السابقه تقديراً للرجل وانجازاته , لكن الأمر تحول  وتغير بأن أصبح  موسيماني نفسه  يتحدث عنها فى  وسائل الإعلام سواء في بلاده جنوب أفريقيا أو مصر أو وسائل إعلام عالمية وهى من الأمور التى أغضبت مسئولو الأهلي من المدير الفني خاصة أن حديثه الكثير في الإعلام دائماً ما يتسبب في مشاكل له وللنادي على سبيل المثال  الضجة التي أثارها حينما قال خلال حديثه للإذاعة الجنوب أفريقية قبل عدة أشهر، إن 90% من لاعبي الأهلي لا يتناولون المشروبات الكحولية، وهو ما يعني أن 10% من لاعبى الفريق يشربون الكحوليات وهو تصريح خطير أغضب مسئولو الأهلي وقتها كما أثار المدرب  أزمات أخرى عندما تحدث عن  تجديد عقده وعن رحيل كهربا وعن عدم درايته بإنهاء الأهلي صفقة محمد عبد المنعم وإعادته للفريق في الأسابيع الماضية , وأن النادى الأهلى مطالب بالإسراع فى إنهاء مسألة تجديد التعاقد معه قبل كاس العالم للاندية, وأيضاً التصريح الأخير بعد هزيمته من بالميراس أنه لا يمتلك لاعبين  مثل بركات وابو تريكه لتقارنونى بجوزيه وهى التصريحات التى  تخلق جو من عدم الثقه بينه وبين اللاعبين ,وغيرها من التصريحات  التى  أطلقها موسيماني في الإعلام وتسببت في أزمات له وللنادي. و هو الأمر الذى  يتعارض مع النادى الأهلى الذى يعرفه الجميع .

ثالث الأسباب  هو أمر  فنى .... موسيماني طلب  رحيل لاعبين كان  الأهلي ممثلا فى لجنة الكرة يرغب  في بقاؤهم ويأتي في مقدمتهم ، النيجيري جونيور أجاي وكهربا , وحتى عبدالمنعم   الذى رفض المدير الفنى  بقاءة وتألق مع فيوتشر والمنتخب فى كاس الامم  وعاد بعد قطع اعارته   ,وكذالك  إصرار موسيماني على إبرام أكثر من صفقة لم يتحمّس لها مسئولو النادي ، ويأتي في مقدمتها الموزمبيقي لويس ميكيسوني الذي يراه مسئولو النادي لاعب ليس سوبر  , وإدارة النادي لم  تتدخل  في رحيل أو بقاء  اي لاعب ,  لكنها إضطرت للموافقة على كثير من الامور  من منطلق عدم التدخل في اختصاصات موسيمانى  الفنية , رغم الأخطاء الفنية التى أدت إلى خسارة بعض البطولات التى كانت قريبه من القلعة الحمراء  وأخرها بالأمس عندما خسر فرصة سهلة فى الوصول لنهائى كاس العالم للأندية وتخطى إنجاز المركز الثالث الذى يقف عندة النادى الأهلى .

ولذالك تعودنا علي النادى الأهلى أنه لا يُكمل الطريق أبداً مع من لا يحترم مبادىء وقواعد عمله  التى لا تقبل  النقاش  وما فعله  موسيمانى حتى وإن كانت  له إيجابياتة كثيرة لكن هذه الأمور  تتعارض مع مبادىء النادى الأهلى  التى طالما تعودنا وسمعنا وعرفنا  أنَّهُ فى الأهلى دائماً المبادئ قبل البطولات لأنها هى من تأتى بالبطولات وهو ما نعرفة من كل الأساطير الذين حكموا القلعة الحمراء وصولاً إلى محمود الخطيب  , فهل تأكدتم وعَلمتُم الآن أنَّ الرجل لم يعُد  هو رجل المرحلة القادمة .